عكس اهتمام الشارع المصري بالانتخابات الأمريكية تفهما وتقديرا من العامة لما لها من تأثير مباشر وغير مباشر علي مجريات الأمور في العالم ويكفي ان الأزمة الاقتصادية الأخيرة وهي صناعة أمريكية بحتة قد ألقت بظلالها علي جميع أرجاء المعمورة وقد فاز أوباما بالمنصب كما تمني الكثيرون وانا منهم ثم راحت السكرة وجاء الفكرة وهي التي لا ينبغي ألا تغيب عنا ذلك ان أي رئيس امريكي جديد يجب قبل ان يدخل البيت الأبيض ان يخلع رداء الشعارات التي قاد بها حملته الانتخابية وان يرتدي الثوب المعد له سلفا ثوب العم سام الذي لا يعي ولا يري إلا المصالح الأمريكية ولا يتحدث إلا بلغتها. كان أول القصيدة هي تعيين رام ايمانويل كبيرا لموظفي البيت الأبيض وهو منصب خطير يمنح صاحبه نفوذا خاصا واقترابا شبه يومي من الرئيس وعرفنا ان ايمانويل هذا يهودي متشدد سبق له التطوع في جيش اسرائيل ابان حرب الخليج الأولي وان والده كان واحدا من مؤسسي العصابات اليهودية في فلسطين وهي سيرة ذاتية غير مشجعة علي أي حال ولا نعرف من ستأتي به التعيينات في المناصب الأخري, أقول هذا وذاكرتي مازالت تعي الحلقة الجهنمية التي احاطت يوما ما بالرئيس الأمريكي الأسبق جونسون,
الذي ألحق الشقيقين والت ويوجين روستو بفريق العاملين بالبيت الأبيض وهما يهوديان متعصبان فعين الأول مساعدا لوزير الخارجية بينما اسند للثاني منصب مستشار الأمن القومي فاستغلا معا جهل الرئيس المعلن بالشئون الخارجية وبالشرق الأوسط بالذات فأغرقا أمريكا في وحل الحرب الفيتنامية ودفعاه الي الانحياز التام لإسرائيل لست متفائلا بشعار التغيير الذي رفعه الرئيس الامريكي المنتخب خاصة أننا نعرف ايضا انعدام خبرته بالسياسة الخارجية وياخوفي منك ياأباما ؟مهندس ـ محسن إبراهيم