saada ناس معديه level 1
عدد الرسائل : 361 اكتب حاسس بأيه فرحان زعلان بتحب بتكره .. : عادى نشاطك : تاريخ التسجيل : 26/06/2008
| موضوع: الطريق إلى مكة الجمعة سبتمبر 05, 2008 2:17 pm | |
| لحظة صمت سادت الجميع مع النداء الأول على الطائرة المتجهة إلى جدة، لحظة تختزل سنوات العمر كلها، شريط طويل من الأحداث تراكم في هذه اللحظة، مع ذلك فالقلوب مشرئبة والأمل يراود الجميع في رب كريم جواد لا يرد عن بحر جوده ظمآن. |
دقائق قليلة كانت الطائرة في وضع الاستعداد للإقلاع، اختار كل واحد رفيقه في الرحلة وبعد ساعتين ونصف هي زمن الرحلة من دبي إلى جدة حطت الطائرة بسلامة الله في المطار، اتجه الركب إلى فندق قريب من الحرم وما إن وضعت الحقائب في مكانها حتى اتجه الكل إلى بيت الله، اقل من دقيقة كان الجميع أمام الكعبة المشرفة، اغرورقت العيون بالدموع وهتفت القلوب يا رب أتينا باب الكريم متذللين عالمين ان التذلل عند بابك ينفع. |
شرع الجميع في أداء العمرة كل يدعو بما فتح الله وبما تجول به نفسه المحملة بعبء ثقيل من الذنوب والمعاصي، والروح هاهنا تحاول أن تتخفف من قيود الجسد لتستوعب هذه الفيوضات من سمو المكان وشرف اللحظات التي لا تساويها أية لحظات في عمر الإنسان. |
في الطواف فرح الجميع بهذا الهدوء وقلة أعداد المعتمرين في هذا اليوم لعلهم ينالوا حظهم من الحجر الأسود والصلاة في حجر إسماعيل والدعاء عند الملتزم. في الشوط الأخير همس عبد الحميد لرفيقه انه يريد ان يقبل الحجر اقترب الاثنان شيئا لكن رغم قلة المعتمرين لم يستطيعا الوصول نظرا لوجود بعض النساء حول الحجر، اتفق الرفيقان على وقت النزول لصلاة الفجر مذكرين بضرورة الوصول إلى الحجر ان تيسر لهما ذلك. |
ساعات قليلة من النوم، وفي طريقهم إلى البيت تساءل الجميع عن سر عدم النوم في مكة، سارع الجميع الخطى وفوجئوا بآلاف من المعتمرين يقصدون البيت، ما الذي حدث إذن.. اقترب عبد الحميد من احد المسؤولين في الحرم الشريف ليستفسر عن هذه الجموع التي جاءت بصورة مفاجئة. |
جاءه الجواب من المسؤول بأن نظاما جديدا تم اعتماده للعمرة هذا العام أدى إلى تأخر وفود المعتمرين من كافة أنحاء الدنيا. اقترب الرفيقان من الحجر شيئا فشيئا مع آلاف المعتمرين في صحن البيت، وفي لحظة ما وصل الرفيق أولا إلى الحجر وقبله وامسك بيد عبد الحميد الذي أخذ يقبل الحجر بفيه ودموعه. |
بعد صلاة الفجر همّا بالانصراف وسأل رفيقه عن ساعته التي أعطاه له أثناء الوضوء في زمزم، أجاب الرفيق انه تركها له بجانبه، تضايق عبد الحميد كثيرا من ضياع الساعة لأنها تمثل ذكرى غالية على قلبه، في اليوم الثاني جلس الرفيقان في صحن البيت انتظارا للصلاة، تساءل مرة عن ساعته مؤكداً انه سيجدها، قال لرفيقه لابد انه يجد مكتب المفقودات تبرم الرفيق. |
وقال له لن تجدها لان هناك آلاف من المعتمرين يفقدون مثل هذه الأشياء يوميا، طلب منه ان يذهب معه للسؤال عن المكتب المطلوب اعتذر الرفيق معللا انه يعاني إجهادا شديدا، ألح واخبره سبب اهتمامه بهذه الساعة، ذهب الاثنان إلى المكتب. |
وكان السؤال المباشر انه فقد ساعته لم يكمل السؤال ليرد المسؤول بسرعة الساعات المفقودة في الصندوق الذي أمامه في أقل من ثانية مد يده للصندوق ليقول هذه ساعتي، انصرفا تعلوهما ابتسامة عريضة وصوت يهمس بالحمد والثناء لله. |
إصر الجميع على الذهاب إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم للسلام عليه وعلى صاحبيه والصلاة في مسجده الذي تسمو فيه الأرواح التي تنفلت من عقال الاجساد لترفرف في سماء صافية خالية من أوجاع الدنيا وأوصابها، في الطريق من مكة إلى المدينة تعرف الجميع على بعضهم داعين لصاحب المكرمة التي حملتهم إلى بيت الله ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وجعلتهم يعيشون هذه اللحظات المباركة. |
[/size] | |
|