ما حدث فى يونيو 1967 ( الجزء الاول)

سوف يظل ما حدث يوم 5 يونيو ذكرى سوداء فى الذاكرة المصرية والعربية اذ ان تلك النكسة اجهضت الحلم العربى من اجل الوحدة ولكن علينا ان نعلم لماذا حدثت تلك الهزيمة وما هى تفاصيلها. بداية كلنا نعلم ان اسرائيل بدات حشد قوتها العسكرية على الحدود السورية وكان بيننا وبين سوريا اتفاقية دفاع مشترك وفى اواخر مايو سنة 1967.قام الرئيس عبد الناصربعمل لجنة تنفيذية عليا كان فيها عبد الحكيم عامر وزكريا محيى الدين وحسين الشافعى وانور السادات وعلى صبرى وصدقىسليمان رئيس الوزارة فى ذلك الوقت. وقال ان الحشود المصرية فى سيناء تجعل الحرب محتملة بنسبة 50%امااذا اغلقنا المضايق فالحرب مؤكدة مائة فى المائة. ثم التفت الى عامر وقال له (هل القوات المسلحة جاهزة يا عبد الحكيم؟) فوضع عامر يده على رقبته وقال (برقبتى يا ريس..كل شىء على اتم استعداد). ولذلك عندما سال الرئيس عبد الناصر اعضاء اللجنة وافقوا بالاجماع على اغلاق المضايق ما عدا صدقى سليمان رئيس الوزراء الذى طلب التروى وان ناخذ فى الاعتبار حالتنا الاقتصادية والخطط الطموحة التى لم تستكمل ولكن عبد الناصر كان ميالا الى اغلاق المضايق حتى يوقف مزايدات العرب عليه وحتى يحتفظ بمكانته الكبيرة فى الامة العربية وبهذا اصدرت الاوامر باغلاق مضايق تيران وسحب قوات الطوارىء الدولية. وقام الرئيس عبد الناصر بغقد مؤتمر صحفى على مستوى عالمى وكان المؤتمر قمة فى التحدى والعنف. وارتبك الموقف الدولى وساعد السوفييت على بلبلة الراى العام العالمى خوفا من ان نورطهم فى شىء او اخر وبدات اسرائيل فى نفس الوقت استخدام سياسة الصراخ والاستنجاد. بعد اغلاق المضايق اصبحت الحرب مؤكدة ولذلك تم عقد اجتماعات يومية القيادة العامة يوميا وكانت تضم جميع قادة القوات المسلحة وفى يوم الجمعة 2 يونيو صدق جمال عبد الناصر على الخطة بصفته رئيسا للجمهورية والقائد الاعلى للقوات المسلحة هذا الى جانب انه كان عسكريا ممتازا وحارب فى سيناء ويغرفها شبرا شبرا وفى ذلك اليوم قال عبد الناصر لقائد الطيران صدقى محمود ان اول ضربة ستقع على الطيران فالتفت قائد الطيران وقال فى عصبية واضحة (يافندم احنا عاملين حسابنا ولن تزيد الخسارة على عشرة فى المائة) وفى نفس اليوم قال عبد الناصر ان الهجوم سيقع يوم السبت او الاحد او على اكثر تقدير يوم الاثنين 5 يونيو فقد تغيرت الحكومة الاسرائيلية وشكلت وزارة ائتلافية دخلها موشى ديان وزيرا للدفاع واشترك مع اشكول وجونسون فى عملية تعمية متعمدة حتى يوهموا العرب انه ليس فى نيتهم دخول الحرب ولكن المسالة كانت اوضح من اية تعمية بعد ذلك كان علم بان الخطة التى صدق عليها عبد الناصر غيرها عبد الحكيم عامر بالكامل وكان ذلك واضحا كل الوضوح فقد احتلت اسرائيل العريش مساء 5 يونيو مع انها لم تستطع ذلك فى سنة 1956 بينما كانت قواتنا فى ذلك الوقت اضعف عشرات المرات مما كانت عليه فى سنة 1967. وفى يوم الاثنين 5 يونيو وبناء على تغييره للخطة قام عبد الحكيم عامر باخذ جميع القادة معه فى طائرة وراح يفتش على سيناء ومن الطبيعى انه عندما يكون القائد العام فى الجو تصدر الاوامر للصواريخ بالتوقف عن العمل وفى هذه الاثناء ضربت اسرائيل جميع مطاراتنا وطائراتنا وهى على الارض وهكذا يمكننا ان نقول ان الحرب بدات وانتهت وعامر فى الجو. ولكن للحكاية بقية ان شاء الله