لذيذ يووه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي مطرقع جداا لعب وجد وحب وهزار هاندردش ونتعرف ونتكلم ونتعلم
 
الرئيسيةعالم المرحأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دعاني لبيته بالدمع ناجيته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
saadaa
ناس معديه level 1
ناس معديه level 1



عدد الرسائل : 338
اكتب حاسس بأيه فرحان زعلان بتحب بتكره .. : good
نشاطك :
دعاني لبيته بالدمع ناجيته Left_bar_bleue1 / 1001 / 100دعاني لبيته بالدمع ناجيته Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 17/08/2008

دعاني لبيته بالدمع ناجيته Empty
مُساهمةموضوع: دعاني لبيته بالدمع ناجيته   دعاني لبيته بالدمع ناجيته I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 03, 2008 9:11 am

في مثل هذه الأيام من شهر رمضان الفضيل، أكرمني الله بزيارة بيته العتيق وبالسلام على نبينا، محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، تلك الرحلة الروحانية لأداء مناسك العمرة، من أجمل وأمتع الرحلات في حياتي، كيف لا وأنا في رحاب بيت الله أول بيت بني للبشرية؟
شددنا الرحال وصفينا النية، أجريت بيني وبين نفسي مراجعة لكل كبيرة وصغيرة لكل ما يعلم ولا يعلم، فهو الأعز وهو الأكرم، ارتديت ملابس الإحرام بيضاء طاهرة نقية، في الطريق من المدينة إلى مكة، جبال سوداء تسبح بحمد الله، حاورتها وسألتها، كيف كانت الحياة في ذاك الزمان..؟
كيف سارت النساء والرجال من المؤمنين والمؤمنات برسالة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم آلاف الكيلومترات..؟، ساروها مشياً على الأقدام والجمال، حافة عراة، ونحن نركب الطائرات والسيارات المكيفة، كانت أصوات الحجيج داخل الحافلة تهلل وتلبي « لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك»، وصلنا مكة.
حيث ولد الهدى، حيث هبط الوحي، هنا غار حراء، هنا بيت الأرقم وهنا أبو بكر وأبو سفيان، هنا علي وحمزة وهنا خالد وهنا عمر وعائشة وفاطمة وزينب، هنا بلال ينادي حي على الصلاة، وكأني أسمع أنين عذابات آل ياسر، هنا طيورا لأبابيل والحجارة من سجيل.
وما أن وضعنا أمتعتا حتى أطلقت العنان لقدمي تسابقاني للحرم، دخلنا باب السلام، أطلت الكعبة المشرفة إطلالة بهية، اقشعر البدن، انهمرت دموع الندم والغفران، تطهر النفس والقلوب والوجدان، مئات الألوف تكبر وتطوف في حركة انسيابية، إنها مركز الكون.
إنه البيت العتيق، مقام إبراهيم وتلك هي الصفا والمروة هنا سعت سارة هنا تفجر ماء زمزم، الموج البشري المتلاطم تنظر إليه من بعيد هدوء وسكينة، تقترب منه بحر هادر، صممت في قرارة نفسي أن أقبل الجحر الأسود فتلك فرصة لا تعوض، توكلت على الله رفعت ساعدي من تحت لباس الإحرام، هللت لبيك اللهم لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، الدموع تنهمر والقلب يختلج كلما اقتربت من ملامسة باب الكعبة والحجر الأسود قذفتني موجة بشرية للخلف خطوات وأعيد الكرة من جديد، انتهت الأشواط السبعة ولم تنجح محاولاتي، قلت لابأس سوف أحاول غداً،.
فجأة مر من أمامي رجل كفيف أعيته السنون وخلفه فتى لا يتجاوز عمره 15 ربيعا يحاولان الاقتراب من الحجر الأسود وسط البحر البشري، الكفيف تتعثر قدماه من شدة الزحام، قلت لابنه عد بأبيك للخلف، لا تحاول الأمر صعب جداً.
وما كدت أكمل كلامي وكأن عصا موسى قد عادت من جديد، انشق البحر البشري وفتح الطريق أمام الكفيف وما هي إلا لحظات حتى قبل الحجر الأسود وسط ذهول الجميع وعاد الموج البشري يتلاطم من جديد، واصل الكفيف ومن خلفه ابنه سيرهما، يرددان لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إن الحمد والنعمة لك والملك .
في اليوم التالي جلست في أحد أروقة الحرم أقرأ بعض الآيات بصوت بالكاد اسمعه فسمعت صوتاً من الخلف يصحح لي خطأ نحوياً، أعدت التلاوة من جديد بعد أن أخفضت صوتي وإذ به يصحح مرة أخرى نفس الكلمة، التفت خلفي وإذ به الكفيف الذي رأيته بالأمس يرتل القرآن عن ظهر قلب، ذهبت إليه وشكرته فقال: احفظ القرآن يحفظك، إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، فقلت الحمد لله الذي أعز الإسلام بالقرآن، لقد تعلمت درساً لم أتعلمه في كل الكتب والمدارس والجامعات، إنه واحد من دروس الحج «دعاني لبيته لحد باب بيته، ولما تجلا لي بالدمع ناجيته».
داوود محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دعاني لبيته بالدمع ناجيته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لذيذ يووه :: انصر محمد :: الخيمه الرمضانيه :: حكاوي صيامنا-
انتقل الى: