saada ناس معديه level 1
عدد الرسائل : 361 اكتب حاسس بأيه فرحان زعلان بتحب بتكره .. : عادى نشاطك : تاريخ التسجيل : 26/06/2008
| موضوع: تربية خاطئة .. وقدوة ضائعة الأحد سبتمبر 07, 2008 12:36 pm | |
| يفتح الباب برفق .. يطل رأس ميثاء وعيناها تجولان.. وتقلب صفحات الوجوه داخل غرفة المدرسات، «صباح الخير .. أبلة سلمى ممكن شويه أكلمج؟» .. «قولي .. يا الله بصباح خير» .. «أبله أنا ييت عشان تشرحيلي .. البارحه كنت غايبه وعندي كمن سؤال عن المعادلات» .. «وليش حضرتج غايبه؟ الحين تذكرتي؟ أنا الحين أتريق .. بعدين بعدين» .. |
تتراجع ميثاء إلى الوراء خطوتين .. تتربص بها نظرات المعلمات التي تعصى على التفسير.. توصد الباب على أمل أن يقترب ال«بعدين» وتصدق أبله سلمى وعدها.. |
يصبح الشأن الخاص عاماً .. وتتداول المدرسات ما حدث كالعادة .. فلا بد من التحليل والتفسير .. والتأويل .. فهنا التجارب السلبية تعمم بالمجان.. ولا مجال للحالات الاستثنائية.. «صدق يا سلمى ما عندج سالفه.. كان لازم تهزئينها .. وتحرمينها من الشرح .. يعني هي تغيب وانتِ تتحملين المسؤوليه؟» .. «انتي صدقتي اني بشرح لها.. إنسيس.. |
«بس البنت طلبت بكل أدب يا سلمى» .. «فكينا الله يخليج يا اسماء .. الحين الوحده منا بالزور تشرح في الصف.. هالمره تبيني أعيد وأتعب عمري عشان وحده؟» |
يقرع جرس الحصة الأولى قاطعاً حديث الخبرات.. تسعى المدرسات والطالبات إلى الفصول، وما زال البحث عن القدوة مستمراً .. |
تتجه أبلة سلمى نحو الفصل بعد مرور 10 دقائق من وقت الحصة .. «السلام عليكم.. ايلسوا وما ابغي وحده تتحرك من مكانها» .. قررت الطالبات بالإجماع طلب إعادة الدرس .. فالوقت لم يكن كافياً في الحصة السابقة .. والأمور ما زالت معقدة بالنسبة لهن .. |
لم تكلف أبلة سلمى نفسها كثيراً من العناء! اتجهت نحو أقرب كرسي.. واستراحت ... «الحين نحنا مضيعين 3 حصص وآخر شي مب فاهمين؟ اقروا الدرس مرة ومرتين وبتفهمون.. والشاطرة تساعد الكسلانه أنا ما عندي وقت أضيعه.. المنهج طويل والامتحانات قربت».. |
لم تجد الطالبات مفراً من الصمت أمام ذلك السيل من الأوامر.. والحال لن يختلف كثيراً عن الفصل الدراسي السابق.. همست ميثاء لزميلاتها .. يبدو أن الغياب والحضور في حصة أبلة سلمى سيان.. ضحكت الطالبات بأسى على ما آل إليه حال الدرس والامتحان.. «الله يرحم أيام أبلة خولة.. ما كانت تطلع من الصف إلا وكل البنات فاهمين ..» والله يرحم التعليم.. |
في الجانب الآخر من المدرسة.. وفي أحد المختبرات.. أبلة سوسن تحل إحدى المعادلات الكيميائية وسط أحاديث جانبية.. وضحكات ساخرة تتداولها شلة البنات في آخر المختبر.. المكان أشبه بأي شيء عدا أن يكون فصلاً دراسياً.. أكياس شيبس وزجاجات العصير.. عطور وأدوات تجميل.. والبقية تختبئ في الحقائب.. |
تفتح مريوم نافذة الفصل «هاي عليوه.. سلمي على فطوم وقوليلها أترياها عند الدري في الفسحة.. وبعد خبريها اني البارحه اتصلت بها بس كان موبايلها مشغول ولازم .... » . |
تصرخ أبلة سوسن وترمي مريم بالطبشورة بعد أن استنفذت الطرق السلمية في كفها عن إضاعة الوقت.. وضرورة الانتباه إلى الشرح.. «مريم.. سكري الشباك بسرعه وعدلي جلستك» |
«ابلة شو هذا؟ بسم الله زيغتيني.. ترا والله بشتكي عليج عند الناظره .. وبييب ولي أمري.. الضرب ممنوع».. « عيب عليكي يا بنت .. أنا مثل أمك.. وهذا كله عشان مصلحتك» «بسم الله على أمي منج» اشتعل الفصل بضحكات الطالبات .. والتهبت أعصاب أبلة سوسن.. «بتضحكوا ؟؟ الله يحرقكم إن شا الله .. يا قليلات الأدب ويوريني فيكم يوم .. اعتبروا الدرس مشروح .. وكل واحدة فيكم ناقصه 10 درجات.. خليكم تتربوا يا حيوانات».. تخرج أبلة سوسن جارّةً خلفها كومة من الأسئلة.. بعد أن أدمت هيبة الفصل.. وقتلت محاولات ترميم ما تبقى من الاحترام.. وشوهت مفاهيم وسلوكيات حائرة.. بين تربية خاطئة.. وقدوة ضائعة. |
| |
|