لذيذ يووه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي مطرقع جداا لعب وجد وحب وهزار هاندردش ونتعرف ونتكلم ونتعلم
 
الرئيسيةعالم المرحأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صائم يشرب الماء والكولا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
saadaa
ناس معديه level 1
ناس معديه level 1



عدد الرسائل : 338
اكتب حاسس بأيه فرحان زعلان بتحب بتكره .. : good
نشاطك :
صائم يشرب الماء والكولا Left_bar_bleue1 / 1001 / 100صائم يشرب الماء والكولا Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 17/08/2008

صائم يشرب الماء والكولا Empty
مُساهمةموضوع: صائم يشرب الماء والكولا   صائم يشرب الماء والكولا I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 08, 2008 11:55 am

لم أنشأ في بيت يحاصر الأطفال بالمواعظ كي يبدؤوا الصوم مبكراً، فالحصار الحقيقي عندنا يبدأ على أعتاب المراهقة، لكنني بدأت في سن السابعة، لأن أعرافنا تقضي بهجوم الصائمين أولاً على المائدة، وبالطبع يلتهمون كل شيء لذيذ وساخن، وحين يأتي غير الصائمين لا يحصلون على شيء ذي قيمة غذائية.
لذلك كنت أعلن أنني صائم وأمري لله، مجرد إعلان لا يكلّف شيئاً، فأنا أشرب من البرّاد كلما خلا الجوّ من الأعين، وأجنّد أولاد أختي الذين كانوا يسكنون معنا وكنت أكبر منهم سناً، وأفتي لهم بأن الماء لا يفطّر، وأحياناً الكولا، بعد أن أعطيهم درهماً ليشتروا لي علبة، ودرهماً لشراء ذممهم، ثم أشرب علبتي في الحمام الذي كنت أدخله بداعي التوضؤ، وكان هذا الفعل حراماً مركّباً، فعدا تدمير الصوم، والافتراء على الوضوء، كان الدرهمان "ملطوشين". لكن عفا الله عمّا سلف لأنني كنت صغيراً.
لم يعد إعلان الصوم في سن العاشرة مرتبطاً بالجلوس مع الكبار حالي من حال المليار مسلم، لكن الذي حصل أن أقراني في العائلة نزلت عليهم أنوار الإيمان وأصبحوا من الصائمين القائمين العاكفين، وقام أهلهم يتباهون بهم، فكان لابد أن أصوم، أو بالأحرى أعلن أنني صائم، حتى لا يقولوا إنني من مشركي مكة. ولم يعد بالإمكان ممارسة دور المفتي، بعد أن عرف أولاد أختي أنني أبيع ديني من أجل شربة كولا. فصرت أعتمد على شطارتي، أدخل المطبخ و:
أمرُّ على الطعامِ طعامِ أمي .. أقبّل ذا الكبابا وذا الحماما
وما برُّ الطعامِ يهمُ بطني.. ولكنْ برُّ مَن طَبخَ الطعاما

استمر الوضع على هذا المنوال الادعائي والدعائي والبروبجندا الإيمانية في المرحلة الأولى من المراهقة، ولا أدري إن كنت مكلفاً حينها بالصوم أم لا، وبالطبع لا أنتظر فتوى بقضاء تلك الأيام، فأنا لا أتذكر والشك يفسّر لصالح المتهم، وكل الذي أتذكره أنني كنت أخطف الطعام مثل الثعالب وآكله فوق السطح، وأشرب من برّاد المدرسة ذي الحنفية الصدئة والماء الساخن الصالح للشاي. بالطبع كان لتمرد المراهقين دوراً في الأحداث، فليس الأمر كله جوع للطعام.
في المراحل الأخيرة من المراهقة كان الصوم شاقاً بالنسبة لي، لأنني كنت أصوم إيماناً واحتساباً، بعد أن أرغمني أهلي بعد مصيبة من المصائب على استبدال طاقم "الصيّع" الذي كنت أتسكّع معهم بطاقم من الأتقياء الركع السجود. وما زاد من مشقة الصوم، أنني كنت طالباً في المدرسة وكان هذا في عز الصيف، ولو دخلت الجنة يوماً سيكون ثمناً لصوم تلك الأيام.
بدأت الراحة الصومية مع أول أيام التوظيف، فكنت أوفّر إجازاتي السنوية لشهر رمضان كما يفعل الكثيرون لأداء العمرة والتفرغ لصلاة قيام الليل وحصد أكبر عدد ممكن من الحسنات. كنت أفعل مثلهم "تقريباً"، تبدأ إجازتي قبل غرة رمضان بيومين لأكون في السليم ولا أتورط بالهلال الذي يلعب "الاستغماية" مع الشهود، وتنتهي الإجازة مع آخر يوم في رمضان، بحيث لا تضيع علي إجازة العيد.
كانت خطتي تقضي بالقضاء على الصوم مع عدم اكتساب ذنب عدم الصوم، فأسهر إلى أذان الفجر، وأصلي صلاة تشع أثناءها الأنوار من وجهي، ثم أنام، وأنام، ولا أقوم إلا لقضاء الحاجة وأداء الصلوات وأنا أتثاءب مثل وحيد القرن. بالطبع النائم لا يؤذي أحداً ولا يفكر إلا في المخدة ولذة اللحاف تحت برودة المكيف. ثم أعود للنوم إلى أذان المغرب.
انتهى شهر عسلي مع رمضان حين أصبح لي شريك في حياتي وصومي ونومي وعذابي وصبري أمام الطعام، والإجازة السنوية ذهبت إلى السفر العائلي، وأصبح رمضان شهر عمل وعبادة وتذكًّر للطعام منذ أن يفتح مؤذن الفجر الميكرفون إلى أن يعود فيفتحه مع مغيب الشمس.


بقلم أحمد أميري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صائم يشرب الماء والكولا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لذيذ يووه :: انصر محمد :: الخيمه الرمضانيه :: حكاوي صيامنا-
انتقل الى: