قبل بداية رمضان بساعات ما ينام التيلفون لحظة، من كثرة المسجات والتهاني، وكلها أرقام غريبة وناس ما سمعت عنهم من سنين، جزاهم الله خير على تواصلهم ومثل ما يقول المثل "مسج في المناسبات، خير من اتصال منقطع".
من بين هذه المسجات أرسل لي أحد الأصدقاء رسالة تقول "قرب شهر الخير، والسهرة في رمضان غير، نعلن عن خيمة في البر وفيها مكيف وتلفزيون وبلي استيشن ومعلم شيشة، كل هذه بإشتراك ٣٠٠ درهم، شباب نبغى حماس". في البداية قلت في نفسي أكيد هاي آخر وسوسات إبليس قبل ما يمر عليه الباص ويأخذونه ويربطونه، لأنه قبل رمضان ما يخلي حد في حاله، لكن بعد ما تأكدت من الرقم اكتشفت أنه أحد أصدقائي القدامى اللي تزوج وصار رب أسرة. أنا أذكر أن الاشتراكات في رمضان كانت مقتصره في الماضي على ملاعب الكرة وبعض الشباب يجمعون تبرعات عشان يساعدون الفقراء في الفريج، لكن الحال تغير الحين.
أكثر شي حرك حاسة القهر فيني هو "معلم الشيشة" شو يابه الأخ العزيز من المقهى لين الخيمة في البر؟ ليكون القهاوي تقدم خدمة "من الشيشة لباب بيتك" على غرار شركات التنظيف. والظاهر إن مرسل الرسالة نسى نقطة مهمه لجذب أكبر عدد من الحضور وما ذكر المعلومة التي تقول "الخيمة مطابقة لمعايير السلامة اللي تحددت من قبل الدفاع المدني وهي ضد الحريق"، وبالإضافه إلى خدمة غسيل وصف السيارات وخدمة "كرك شينو" لأصحاب المزاج الصعب والمتقلب، ونسى يحط بعض أسامي الشباب اللي يشتهرون بالقرض وطولة اللسان والكلام الفاضي لأنهم صدق لهم جمهور كبير.
أنا سمعت عن الخيم الرمضانية الكثير لكن في إحدى المرات زرت خيمة رمضانية "إسلامية" فيها واحد يدق عود مثل اللحن اللي نسمعه قبل الأذن و "الديكوريشن" كله فسيفساء وفنر ولوحات فيها مساجد قديمة، بس فعلا كان جو رمضاني خليط بريحة الشيشة ودندنة العود وصوت المطرب الذي يقول:
رمضان كم يجري ودادك في دمـي.. ورائحة الشيشة تقطر من فمي.. إلى أخر القصيدة