جاء شهر الخير والكرم، وهلّ هلاله وصام أهله، وتسابقوا على الصلاة والخير. لن أتكلم عن روحانيته ولا عن موائده، بل عن صدقة جارية انتشرت في عصر العولمة، وزّعت في البريد الإلكتروني، زادت من رسائله المحتوى الأخلاقي والديني. جميل أن يفتح المرء بريده الإلكتروني صباح كل يوم كي تطالعة آية كريمة أو حديث شريف أو قصة وعبرة، ولكن ما يستوقفني في نهاية كل رسالة أن المرسل لا يتوقف عند إرسالها، بل والطلب بإعادة إرسالها إلى أكبر عدد ممكن من الناس، كي يناله أجر أكبر وينالنا أيضاً.
وتتدرّج هذه الطلبات من جملة "يرجى إرسال هذه الرسالة إلى أحبابك"، وهناك من يطلب منك هدفاً معيناً، مثلاً أرسلها إلى عشرة أشخاص، ومنهم من يتخطى ذلك إلى المئة شخص، مع وقوع اللعنة عليك إن لم ترسلها، ويجلس يحلّفك بكل غالٍ وكريم، فيقع المرء في حيرة من أمره، فهل يترك العمل ويجلس كي يرسل البريد إلى الناس؟ أم أنه يندم على الساعة التي فتح فيها بريده الإلكتروني. قال الرسول الكريم "لا تذهبوا صدقاتكم بالمنّ والأذى"، أنا لا أفتي، ولكن حبذا لو كانت الرسائل لا تحمل كل هذا التعقيد، كي ينال المرسل الأجر والدعاء بطيب خاطر