لذيذ يووه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي مطرقع جداا لعب وجد وحب وهزار هاندردش ونتعرف ونتكلم ونتعلم
 
الرئيسيةعالم المرحأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكايتان لحادثة واحدة اسمها «الفرح»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
saadaa
ناس معديه level 1
ناس معديه level 1



عدد الرسائل : 338
اكتب حاسس بأيه فرحان زعلان بتحب بتكره .. : good
نشاطك :
حكايتان لحادثة واحدة اسمها «الفرح» Left_bar_bleue1 / 1001 / 100حكايتان لحادثة واحدة اسمها «الفرح» Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 17/08/2008

حكايتان لحادثة واحدة اسمها «الفرح» Empty
مُساهمةموضوع: حكايتان لحادثة واحدة اسمها «الفرح»   حكايتان لحادثة واحدة اسمها «الفرح» I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 09, 2008 12:06 pm

يسكن الحزن دوماً في الفناء الخلفي للأرواح المضمخة بالفرح، ويتسلل إلى الواجهة عندما يرتكب القلب حماقته الكبرى بالاندحار كسيراً أمام أنهار الكآبة واليأس وذاكرة الفرح المصادرة..
دمعتان فقط انهمرتا وهي ترد على سؤال حول حقيقة «حرب الفرح» التي يعلنها المحزونون كي لا ينكسروا، وأطلقت «نجوى» لخيول الذاكرة العنان استحضاراً لأرواح من رحلوا مصطحبين معهم موسماً غير مكتمل لنمو أزهار الفرح، فعلى العكس تماماً من سير الأحداث توفي زوجها في حادث سير أثناء عودته من عمله فيما كان قد مضى على حملها بطفلها الأول خمسة أشهر، هذا الحمل الذي كان قد كسر أربعة أعوام من الانتظار والذي أعاد الألق الى حياتهما الزوجية التي باتت في الآونة الأخيرة في وضع صعب جراء تدخلات الآخرين ونصائحهم المسمومة..
وكان البدء بالاستعداد الجدي لاستقبال المولود، الزوج «جمال» قرر أن يكون مكان ميلاده في قريته في الوطن، بالإضافة الى الكثير من الأحلام التي صنعها قرب قدومه، وعلى نحو مفاجئ رحل «جمال» ليولد «جمال» عقب ذلك بأشهر أربعة..
وتقول نجوى بأن أكثر من خمسة أعوام مرت والجميع يصر على بقائها حزينة، (فيما يلتهمها الحزن إلى الحد الذي يجعل القلب راعفاً).. نجوى قالت: أدركت فجأة بأنني لم أعد قادرة على مقاومة الحزن الذي بدأ يتسلل الى الذاكرة بكل تفاصيلها الى الحد الذي أصبحت معه أجد صعوبة كبيرة في استعادة لحظة فرح واحدة، فقررت الخروج من شرنقة الحزن منتهزة فرصة طلب ولدي «جمال» بالذهاب الى مدينة الألعاب على قناة القصباء في الشارقة و..
وأخذت تعدو خلف ولدها الذي كان يطلق ضحكات من القلب، واستمرت بالعدو ولم تتوقف حتى وهي تتجاوز ولدها الذي اكتفى بإطلاق مزيد من الضحكات وتأمل الروح الجديدة.
ـ هي أنت.. تختزلين مساحات عشق ابدي.. تطاردين ليلاً تمهلَ قليلاً لعبور ارتعاشات قلب قبل ترجله عن صهوة الرحلة الأخيرة، البحث دائماً يجري عما هو مفقود.
ويتحول إلى هاجس عندما تزداد الظروف المحيطة ضغطاً، وعندما تتحول اللحظات المقبلة الى مجرد احتمالات قد لا تأتي عندما يحيطها الموت من كل جانب.. ذات مرة وتلك الطائرات والبوارج البحرية والدبابات تطلق نيران مدافعها زارعة الموت والخراب في مدينة «صيدا» عاصمة الجنوب اللبناني، وتصادف وجودي بالقرب من مدخل بناء لجأت إليه عندما اشتد القصف.
وأثناء وقوفي خرجت سيدة عجوز تتوكأ على عصا طالبة مني بلطف شديد النزول الى الطابق الأرضي من المبنى الذي سيكون أكثر أماناً، ودخلت الى المكان لأجد العشرات من السكان يجلسون تعلو وجوههم ملامح شتى، يمارسون لعبة التوقعات كلما علا صوت انفجار عن المكان الذي قد تكون تلك القذيفة قد سقطت فيه..
وعلى ضوء مصابيح الزيت التي كانت تضيء المكان نسبياً لمحتها.. تلك الصبية ذات الخمسة عشر ربيعاً والتي كانت مشغولة عن كل ما يجري بمحاولتها الاطمئنان على تسريحة شعرها اعتماداً على الظلال التي أنتجتها المصابيح الزيتية كمرآة.. المحاولة تحولت الى هاجس كبير لدى دخول الشاب الوسيم الذي يماثلها في السن وجلس بالقرب من ابنة الجيران «غريمتها التقليدية» ودخلا في حديث ودي..و ..البحث عن وسيلة للاقتراب منه وتدمير جسور علاقة قد تنشأ مع غريمتها تحول الى هدف..
وتعالى فجأة الصراخ في المكان عقب الانفجار الذي كان قريباً جداً.. البعض صرخ قائلاً: لابد وأن «أم يوسف» قد أصيبت في هذا الانفجار، حيث كانت قد خرجت قبل قليل لإحضار بعض المتاع من منزلها، وفي طرفة عين وكأنما أصابها مس تركت تلك الصبية جدائلها وتناست غريمتها مطلقة صرخات ألم حادة.. فقد كانت» ام يوسف» والدتها.. الجميع عمل على تهدئتها وألقت برأسها على كتف ذلك الشاب.. ولم تهدأ.
وحتى عندما حضرت «ام يوسف» وتأكد الجميع أنها لم تتأذ من القصف.. لم تهدأ وبقي رأسها ملقى على كتف ذلك الشاب الوسيم.
خالد اللوباني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكايتان لحادثة واحدة اسمها «الفرح»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لذيذ يووه :: قسم الحوار الجاد :: كلامنا في مشاكل المجتمع المصري والعربي-
انتقل الى: