saadaa ناس معديه level 1
عدد الرسائل : 338 اكتب حاسس بأيه فرحان زعلان بتحب بتكره .. : good نشاطك : تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رمضان.. عيد الروح السبت سبتمبر 13, 2008 12:25 am | |
| يمضي رمضان ومعه وصفات المطابخ العالمية وعروض الإفطار والسحور. يمضي رمضان لتصبح المسلسلات وسهرات الخيام اللا رمضانية محور الاهتمام، لماذا يتركّز جلّ اهتمامنا على الطعام؟ هل هو الخوف من أن تطير المائدة؟ لماذا نهرع إلى عناصر التسلية المختلفة على التلفاز وفي الخيام الترفيهية؟ هل نكافئ أنفسنا على نجاح مهمة الامتناع عن المفطرات مدة 12 ساعة؟ وهل المكافأة حشو المعدة بأضعاف طاقتها لنضطرها إلى الاستعانة بالمريء؟هل شُرع الصيام كي نتعبَ من الجوع ثم نأخذ ثأرنا منه بالموائد الضخمة؟ هل تطوّر الحكواتي ذو القصتين أو الثلاث إلى 140 مسلسلاً جديداً، 760 ساعة درامية يومية يتهافت المعلنون عليها لهفة الأم على ولدها؟ ما الذي أبعدنا عن جوهر هذا الشهر؟ لماذا نفقد شخصيتنا المستقلة في تقدير الأمور وننقاد مع الموجة العامة؟ ماذا لو أسعدنا أنفسنا وأرضينا ربنا بطرقٍ سهلةٍ خفيفةٍ رمضانية، ماذا لو خصصنا ميزانية للتواصل مع الأقارب والأرحام، ليس بالرسائل القصيرة، بل بالاتصال المباشر المختصر الذي يترك أثراً طيباً، ماذا لو دعونا كل من بيننا وبينهم خصومة أو اختلافاً أو سوء فهمٍ أو حتى جفاء إلى إفطارٍ أخوي لإصلاحِ ما كان ولترطيب الأجواء ولتأكيد حسن النوايا، فالمحبة والمودة والإخاء إفطارُ القلوب وسحورها، ووقايةٌ لها من أمراض الروح والجسد. ماذا لو قدّمنا لوالدينا مفاجآتٍ مفرحة تشعرهم ببرنا بهم وامتناننا لما قدّماه لنا، ماذا لو قرأنا القرآن بأسلوبٍ أكثر روحانية، أكثر تعمّقاً في معاني القصص والعبر، وأدّينا صلواتنا بقلوبٍ أكثر شفافية، أكثر تمعّناً في كل كلمة تُقال، أكثر خشوعاً.ماذا لو جرّبنا التأمل في الماضي والحاضر وتخيّلنا المستقبل وأحسنّا الظن بالله، ماذا لو شكرنا كل ذي فضلٍ علينا ودعونا له ولكل من نحب بالسعادة والتوفيق، ماذا لو تحدّثنا إلى الفقراء والأيتام ملاطفين قبل أن نعطيهم حقهم المعلوم من أموالنا بكلماتٍ تشعرهم بأننا قريبون، وتملأهم بالأمل وببعض السعادة.لم يُشرع الصيام عبثاً ولا تجويعاً، وليس مدرسةً للصبر والإحساس بالمساكين فحسب،رمضانُ مدرسةٌ روحانية، رمضانُ نشوةٌ للروح، رمضانُ موسمٌ سنويٌ لإنعاش الروح وانشراح الصدر وتطهير القلب من كل المشاعر السلبية، رمضانُ إجازةٌ من ضغط متطلبات الجسد، حيثُ نصومُ عن رغباته لنلبي حاجات الروح، لنجدد إحساسنا بأنفسنا وبمن حولنا، لنستشعر قيمة الأشياء الغالية، وقيمة الأشياء التي تعجز الأثمان عن تقديرها. أطلق لروحك العنان لتسبح في فضاءاتها وتعبّر عن ذاتها بلا قيود، دع روحك ترى بعين المتعة بديع صنع الله في الكون، لتسجد له شكراً وإجلالاً وحباً، فلتمنح روحك الحرية حتى تمنحَك السعادة وتغمرَك بالسلام والرضا، حينها لن تأكل الكثير على الإفطار، ولن تفوتك بركة السحور في وقته، والعجيب أنك ستستمتع بها كثيراً. بقلم سعد الهاشمي - الشارقة
|
| |
|