حق الشكر وحق العبادة؟

كيف نشكر ربنا عز وجل حق الشكر‏,‏ وكيف نعبده حق العبادة؟ ثبت في صحيح مسلم عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال‏:‏ إن الله ليرضي عن العبد‏,‏ يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها‏.‏

وقال الحسن البصري‏:‏ إن الله ليمتع بالنعمة من شاء فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا ولهذا كانوا يسمون الشكر الحافظ لأنه يحفظ النعم الموجودة والجالب لأنه يجلب النعم المفقودة‏.‏

وقال عمر بن عبد العزيز‏:‏ قيدوا نعم الله بشكر الله‏,‏ وقال مطرف بن عبد الله‏:‏ لأن أعافي فأشكر‏,‏ أحب إلي من أن أبتلي فأصبر‏.‏ وقال الحسن أكثروا من ذكر هذه النعم فإن ذكرها شكر‏,‏ وقد أمر الله تعالي نبيه أن يحدث بنعمة ربه فقال وأما بنعمة ربك فحدث‏.‏

وقال صلي الله عليه وسلم‏:‏ كلوا واشربوا وتصدقوا في غير مخيلة ولاسرف‏,‏ فإن الله يحب أن يري أثر نعمته علي عبده‏.‏

وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام‏:‏ التحدث بالنعم شكر‏,‏ وتركها كفر ومن لايشكر القليل لا يشكر الكثير‏,‏ ومن لايشكر الناس لايشكر الله‏,‏ والجماعة بركة‏,‏ والفرقة عذاب‏,‏ ولنذكر قول الحبيب صلي الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك فالإنسان لايعرف قدر النعمة إلا بعد زوالها‏,‏

ولذلك كان الحبيب عليه الصلاة والسلام يدعو بهذا الدعاء اللهم إني اعوذ بك ومن زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك‏.‏

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام‏:‏ قال الله عز وجل إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير‏..‏ يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه وكان عليه الصلاة والسلام إذا جاءه أمر يسره خر لله ساجدا شكرا له‏.‏

وقال صلي الله عليه وسلم‏:‏ ما أنعم الله علي عبد نعمة فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة‏.‏

وقال صلي الله عليه وسلم‏:‏ من قال حين يصبح‏:‏ اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لاشريك لك فلك الحمد ولك الشكر إلا أدي شكر ذلك اليوم

وعن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا صلي قام حتي تفطر رجلاه قالت عائشة يا رسول الله‏:‏ أتصنع هذا وقد غفر لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال‏:‏ يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا؟

إذا كان شكري نعمة الله نعمة‏,‏ علي له في مثلها يجب الشكر إذا مس بالسراء عم سرورها‏,‏ وإن مس بالضراء أعقبها الأجر‏.‏
بقلم: إبراهـيم نـافـع