كوارث اقتصادية

شهد العالم علي مسار التاريخ أزمات اقتصادية من نوع الكوارث يبدو أنه مقبل علي كارثة جديدة ولكن بصورة أسرع وأخطر علي طريقة الأعاصير نظرا لشبكة الاتصالات غير المسبوقة التي أصبحت تنقل الأزمات هي الأخري من دولة لأخري‏..‏

أمس الأول أعلن بنك ليمان براذر رابع أكبر بنك أمريكي وله‏150‏ سنة في العمل إفلاسه اصوله‏639‏ مليار دولار وديونه‏..613‏ وفي نفس اليوم سجلت أسعار البورصة المصرية انخفاضا كبيرا في الوقت الذي تذاع فيه حملة تليفزيونية مكثفة تدعو أصحاب تحويشة آلاف إلي استثمار أموالهم في البورصة‏!‏

في مختلف أسواق المال كان أمس الأول من أسوأ أيامها مسجلا سادس أكبر تراجع في تاريخ بورصة نيويورك وأسوأ تراجع منذ هجمات سبتمبر‏2001.‏

في بريطانيا في نفس اليوم إعترف وزير مالية بريطانيا بأن بلاده تواجه أسوأ أزمة اقتصادية من‏60‏ عاما‏,‏ وأن الشهور القادمة ستكون بالغة الصعوبة في الوقت الذي أعلن فيه إفلاس واحدة من أكبر الشركات السياحية البريطانية‏(‏ شركة‏XL)‏ المتخصصة في رحلات الشارتر إلي‏50‏ بلدة سياحية ولها أسطول طائراتها‏,‏

والمشكلة الكبري لا تواجهها الشركة وإنما يواجهها‏85‏ ألف بريطاني نقلتهم الشركة إلي أنحاء العالم ولا تستطيع إعادتهم لبلادهم‏!‏

في إيطاليا تترنح شركة طيران أليتاليا والمحاولات علي أشدها لإنقاذها وإذا لم تنجح وهذا هو الأرجح سيتم بيعها في الأسبوع القادم

قرأت تقريرا مطولا عن بنك ليمان براذر أن سبب نكبته وبنوك ومؤسسات أخري هو انهيار سوق العقارات وإنخفاض سهم البنك من‏82‏ دولارا إلي أربعة دولارات فقط بخسارة‏95%..‏ ورغم أن البنك ليست له تعاملات مصرفية مع الأفراد يعني دفاتر شيكات وودائع لأنه بنك متخصص فقط في الاستثمارات الضخمة والمعقدة مع الحكومات والشركات والمؤسسات المالية‏,‏

إلا أن إفلاسه يمكن أن يؤثر علي ملايين الأفراد من مختلف انحاء العالم نظرا لأن معظم البنوك وصناديق المعاشات والاستثمارات تتعامل معه‏,‏ ولكن معرفة وضع كل بنك أو صندوق سيأخذ شهورا قبل أن يعرف حجم الخسارة التي تعرض لها نتيجة تعاملاته مع بنك ليمان‏.‏

الأزمة مازالت في بدايتها وربنا يستر‏!‏

بقلم‏:‏ صلاح منتصر