لذيذ يووه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي مطرقع جداا لعب وجد وحب وهزار هاندردش ونتعرف ونتكلم ونتعلم
 
الرئيسيةعالم المرحأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سبعيني يسأل الله المغفرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
saadaa
ناس معديه level 1
ناس معديه level 1



عدد الرسائل : 338
اكتب حاسس بأيه فرحان زعلان بتحب بتكره .. : good
نشاطك :
سبعيني يسأل الله المغفرة Left_bar_bleue1 / 1001 / 100سبعيني يسأل الله المغفرة Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 17/08/2008

سبعيني يسأل الله المغفرة Empty
مُساهمةموضوع: سبعيني يسأل الله المغفرة   سبعيني يسأل الله المغفرة I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2008 10:02 am

كان اللقاء في أحد المساجد وفي يوم جمعة، رجل سبعيني حفر الزمان والعمر المديد عليه أخاديد الفناء والوهن، جاء متوكئا على عصاه صلى ركعتين بجانبي ثم جلس كنت منشغلاً بالدعاء لم التفت إليه إلا حينما بدأ يرفع كفيه خاشعاً يدعو ربه ويتمتم ويهمس «يارب هاأنذا قد بلغت من العمر أرذله، واشتعل رأسي شيباً وخارت قوتي وضعف بصري.


ومع ذلك لا أتورع عن معصيتك وأنت ما زلت تسترني، وكلما عدت إليك أبصرت طيف رحمتك يدثرني بدثار الرحمة، يا رب اجعل آخر عهدي بالدنيا وأنا ساجد لك». انخلعت نفسي لدعاء الرجل وظننت أن السبعيني على مشارف الموت.


وإنما ساقه القدر إلى المسجد الآن لتكون نهايته هنا كما النهاية التي يتمناها أي مسلم، كنت أنا قد انتهيت من الدعاء الذي لم يكن إلا طلب الاستزادة في الرزق، أحسست أني أسأت الأدب مع الله، وراجعت نفسي برهة وقلت يا رب لا تؤاخذني بسفاهتي وجهلي.


ترقرت دموع الرجل وأحسست أنه يحتضر وانه في هذه اللحظات يطلب العفو والصفح من مولاه، وتساءلت هل مثل هذه اللحظات كفيلة بمحو الذنوب والمعاصي ، استغفرت الله وقلت يا رب لا تأخذني بسفاهتي وقلة علمي وجهلي، وانقدحت في ذهني قيمة اللحظات وأدركت أن لحظة واحدة كفيلة بقلب موازين البشر، لم لا؟ والتاريخ مليء بهذه اللحظات حسب مقاييسنا نحن الضيقة.


مددت إليه يدي وسلمت عليه ، وطلبت منه الدعاء ثم طلب مني إحضار كوب من الماء، وبالفعل تركت المسجد واشتريت له زجاجة ماء وظننت أن قطرات الماء هذه ربما ستكون آخر عهده بالدنيا ووصلت إلى المكان الذي يجلس فيه وناولته الماء فشرب، قلت له : حدثني عن بلادكم كيف حال المسلمين فيها؟ تمتم بكلام لم اسمعه جيدا وظننت انه حمد الله ، هممت بسؤاله: هل لديك أولاد؟


فوجدت علامات الاستياء عليه من كثرة أسئلتي، والتزمت الصمت، أخذت أدعو الله. فاجأني الرجل بسؤال، أجبته بسرعة وانتهزت الفرصة للحديث معه مرة أخرى قائلاً له : هل لديك أولاد؟، تبسم، وقال : نعم، ولم يزد، ظننت انه لا يريد ان يضيع هذه اللحظات في الكلام، وصمت للمرة الثانية وفي داخلي سؤال يلح علي ترددت في طرحه، وقررت ترك الرجل وشأنه.


بعد الصلاة فجأة استدار نحوي طالباً مني الدعاء قلت له كيف أدعو لك وأنا الذي اطلب منك ذلك، ألح على طلب الدعاء فدعوت له، هممنا بالانصراف، فأردت أن أساعده، حيث ناولته عصاه، ثم قلت له: هل سنلتقي مرة أخرى؟ قال: إن شاء الله سنلتقي.


في الصلاة التالية بحثت عنه ولم أجده تملكني إحساس أني لن أراه مرة أخرى، في عصر اليوم التالي وجدته أمامي كأنه ينتظرني، هممت إليه وأخبرته أنني بحثت عنه ولم أجده قلت له غدا سأذهب إلى العمرة طلب مني الدعاء بلهفة غير معهودة، سافرت ونسيت أن أدعو للرجل وبعد أداء العمرة وبمجرد دخولي الشارع تذكرت وصيته.


ووجدت نفسي في حرج كبير منه حينما يسألني هل دعوت له، لم أجده في المسجد الذي تعودنا الصلاة فيه في ثاني يوم بعد العودة من العمرة فحمدت الله، على ذلك وتكرر ذلك في اليومين التاليين، بعد إحدى الصلوات من اليوم الخامس أو السادس.


لاحظت ان الكرسي الذي كان يجلس عليه أحيانا في المسجد قد اختفى، تساءلت على الفور عن الأمر فجاء صوت أمام المسجد أن صاحب الكرسي قد توفي منذ أسبوع، اغرورقت عيناي بالدموع وحينها أخذت أدعو له بالمغفرة.


محمد صلاح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سبعيني يسأل الله المغفرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لذيذ يووه :: انصر محمد :: الخيمه الرمضانيه :: حكاوي صيامنا-
انتقل الى: