الرسالة المقدسة

المثل الشعبي يقول‏:‏ الغزالة‏(‏ بتشديد الزاي‏)‏ تغزل برجل حمار ـ اي البارعة في الغزل تستخدم اية اداة‏.‏ ولاشيء يوقفها عن عملها‏..‏

وقد جاء في مجلة‏(‏ الاثار‏)‏ عن حياة بلدياتي العظيم علي باشا مبارك انه عندما طلبوا اليه إن يضع مشروعا لتعليم الضباط فبدلا من ان يقترح تعيين عشرات المعلمين‏,‏ قرر ان يقوم هو شخصيا بتعليم الضباط‏..‏

ولم يكن لديهم سبورة فكان يكتب بالفحم علي البلاط‏..‏ وكان يكتب بأصبعه علي التراب أو علي الرمال‏..‏ وفي النظريات الهندسية لم يكن هناك وسائل تعليمية أو ادوات تساعد علي الشرح ولذلك كان يستخدم أغصان الاشجار والحبال في تصور النظريات الهندسية‏!‏

وقد لجأت إيران في محو الأمية الي ما يشبه ذلك‏.‏ فقد كان الموظف لكي يترقي سلمه الوظيفي يلجأ الي تعليق السبورة في غصن الشجرة ويجلس الطلبة حولها‏..‏ حتي استطاعت إيران بهذه الأدوات البسيطة ان تمحو أمية نسبة كبيرة جدا من شعبها‏..‏

أما النظرية الفريدة فهي التي استخدمتها كوبا‏..‏ فقد اغلقت الجامعات والمدارس لمدة سنة وأطلقت المعلمين صغارا وكبارا الي محو أمية الشعب فتحقق لها ذلك في سنة واحدة‏!‏

وكان من رأي علي باشا مبارك الذي اضطهده سعيد باشا حاكم مصر لأسباب غير واضحة‏.‏ فلا يكاد يضعه في مكان حتي يعزله‏.‏ ثم يعود فيضعه في مكان ومكانة صعبة‏.‏

ثم يعزله فهو مصر علي هذه السخافة‏,‏ وعلي باشا مبارك مصر علي أن يؤدي واجبه في تعليم الشعب المصري من أي موقع‏..‏ هو يؤكد عظمته وسخافة الحاكم وانه لا أحد يستطيع ان يمنعه من اداء رسالته التربوية المقدسة‏!‏‏

بقلم: أنيس منصور