لذيذ يووه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي مطرقع جداا لعب وجد وحب وهزار هاندردش ونتعرف ونتكلم ونتعلم
 
الرئيسيةعالم المرحأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل المرأة فضيحة؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
saadaa
ناس معديه level 1
ناس معديه level 1



عدد الرسائل : 338
اكتب حاسس بأيه فرحان زعلان بتحب بتكره .. : good
نشاطك :
هل المرأة فضيحة؟ Left_bar_bleue1 / 1001 / 100هل المرأة فضيحة؟ Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 17/08/2008

هل المرأة فضيحة؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل المرأة فضيحة؟   هل المرأة فضيحة؟ I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2008 9:16 am

بقلم :ياسر سعيد حارب
مشهد مألوف، يتكرر كلّما دخلت مركزاً تجارياً. رجل خليجي يمشي وخلفه بأمتار عديدة، امرأة خليجية، تجرّ - أحياناً - معها مجموعة من الأطفال. لا علاقة لها بالرجل - جدلاً - حتى إذا ما خرجوا من باب المركز واقتربوا من السيارة، عرفت أنها زوجته ومعها أطفاله. وأحياناً، تكون أمّه أو أخته وأخواته.


كلّما أرى هذا المشهد أقف عنده طويلاً في محاولة يائسة لتفسيره، فلماذا يهرب الرجل من زوجته؟ أو بالأحرى، لماذا يهرب من إطلاع الناس على حقيقة أنها زوجته؟ وإذا رأى مجموعة من الرجال جالسين في أحد المقاهي فإنه يهرول سريعاً حتى لا يعرفون الحقيقة. لا يهمّه إذا التفتوا تجاهها أم لا، المهم ألا يعرفوا أن لها صلة به.


وفي المقابل، ترى غير الخليجي يحمل طفله بيد ويمسك يد زوجته بيده الأخرى. وبغض النظر إن كانت زوجته متبرّجة أم محجّبة، فإنه يمشي إلى جانبها بافتخار. أو على الأقل، لا يهرب من عيون الناس إن حسّ بأنها ربطت بينه وبينها، بل أكاد أجزم أن هذا الأمر لا يخالج تفكيره بتاتاً.


كلّما حاولت أن أفكّ هذه الأحجية أقف عند موضوع رئيسي لا أعرف له تفسيراً، وهو طبيعة الخليجي الصحراوية التي جبلته على الاعتقاد بأن المرأة عورة، أو بالأصح فضيحة. فعلى الأقل العورة يمكن سترها، أما الفضيحة فيجب الهروب منها. وكلّما رجعت إلى كتب الفقه لا أجد أي تفسير لهذا الاعتقاد الخاطئ كليّا، اللهم إلا بعض المقولات المغلوطة والتفاسير التي لا مرجع لها، وأظنّ أن من كتبها غلبت طبيعته القاسية على طبيعة الإسلام السمحة.


إن من بعض الجمل التي تتردد على لسان الرجل العربي - وخصوصاً في المسلسلات السطحية - أن حواء كانت السبب في إخراج آدم من الجنّة، لذلك، نسمع الرجل يعيّر المرأة دائماً بهذا الذنب الذي لم تقترفه يداها.


فلقد بحثت في تفسير ابن كثير، وفي الجلالين، وفي القرطبي، عن دليل يؤكد هذه المعلومة ولم أجد، اللهم إلا تفسير الطبري الذي يشير - دون أي دليل - إلى أن حوّاء أغرت آدم بأكل التفاحة. ومن يعود إلى النص القرآني يجده واضحاً لا يحتمل تأويلات مختلفة، حيث يقول الله تعالى:«وعصى آدم ربّه» ولم يأتِ على ذكر حواء بأي شكل من الأشكال.


لا أدّعي العلم بالتفسير، فهو اختصاص له رجاله وعلماؤه، ولكن كتب التفسير المعتمدة تفنّد هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحّة، غير أن نزعة العربي (العربية) أساءت للمرأة وجعلته يكتب التاريخ - وفي أحيانٍ كثيرة - يفسر النصوص الدينية على هواه وبما يخدم مصلحته ومعتقداته الخاصة.


على الرغم من نمّو بعض المجتمعات الخليجية في نظرتها إلى المرأة؛ ولا أعني هنا القبول بخلاعة المرأة وتبرّجها على شاشات التلفاز فهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا، ولكن أعني إشراكها في المساهمة في بناء المجتمع وتفعيل دورها في مختلف المجالات.


فالمرأة في الكويت محاضرة ومدرّبة، وفي الإمارات صحافية وسفيرة، وفي البحرين سياسية ومستثمرة، وقس على ذلك، إلا أن هذا لا يغفل حقيقة مهمّة، وهي أن نظرة الرجل لها تظلّ قاصرة ودونية، فلا يرفعها إلى درجة المساواة إلا في الواجبات، ولا يستطيع أن يتقبّل أنها قد تفوقه في بعض الأمور. بل إن الشاب الخليجي يبحث غالباً عن زوجة أقل منه تعليماً، وإذا عرف أنها متميّزة في شيء ما فإن ذلك يجرح كرامته، ويمرّغ رجولته في صحرائه القاسية.


كلّنا قرأ مؤخراً عن إجازة بعض المشايخ لأنواع جديدة من الزيجات، مثل زواج «الوناسة» وزواج «الكاميرات» وزواج «النهاريات» وغير ذلك من تخريجات أراد أصحابها التمتّع بالمرأة وكأنها سلعة تباع وتشترى، ولكن باسم الدين.


فكيف يُقبل أن يجيز عالم زواج شيخ كبير بلغ من الكِبَرِ عتيّا بفتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها! ويشترط عليها ألا يأتيها، فهو لم يتزوّجها إلا لتخدمه ولتقف على حاجاته التي لا تتقاطع مع حاجاتها الإنسانية! كيف نريد للمجتمع أن يخلو من الرذيلة ونحن نسوّغ للرذيلة باسم الدين!


ثم عندما تسقط هذه المسكينة في الحرام؛ لا لشيء إلا لأنها استعبدت من قبل هَرِم في سنّ جدّها، يقام عليها الحد وترمى بالحجارة كما يرمى الكلاب. لا أعرف لماذا يستحي الخليجي من التفاخر بزوجته وبتميزها في عملها، أو في دراستها أو حتى في أخلاقها؟ ولا أعرف لماذا يقول عندما يتحدث عنها «الأهل» أو «البيت» وكأنها شيء غامض أو مخزٍ، فيحرص على ألا يعرفه الآخرون!


عندما خرج النبي - صلى الله عليه وسلّم - لإيصال زوجته صفية رضي الله عنها إلى بيتها ورآه رجلان من الأنصار فأسرعا، قال لهما:«على رسلكما إنها صفيّة بنت حيي» ولم يقل لهما إنها زوجتي، بل ذكر اسمها بكل فخر، في دليل واضح على أن الرجل يشرف بزوجته وتشرف هي به.


فإذا كان هذا خلق سيد الخلق، فكيف بنا نحن؟ وعندما عاد - صلى الله عليه وسلم - من غار حراء بعد لقائه الأول بجبريل عليه السلام، تلقّته خديجة - رضي الله عنها - وطمأنته ودار بينهما الحوار الشهير في التاريخ، والذي لخّصته خديجة بقولها:«أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبداً» فثبّتت فؤاده وثبّت الله بهذه الكلمات أعظم رسالة في التاريخ. لم يذهب- صلى الله عليه وسلم - إلى أعزّ أصدقائه أبي بكر الصديق، ولا إلى عمّه أبي طالب، ولكنّه ذهب إلى زوجته... إلى امرأة، ليكتب التاريخ أنه من حجر امرأة خرج أعظم رجل يحمل أعظم رسالة في التاريخ.


عندما يخجل الرجل من زوجته عليه أن يتذكّر أنه عندما تأخذ منه السنوات كل مأخذ، ويذهب كل من حوله إلى بيوتهم في المساء، ويشتدّ عليه المرض في جوف اللّيل، فلن يبقى إلى جانبه إلا زوجته أو ابنته. وعندما يُتوفى ويهال عليه التراب، فإن دموع زوجته ستكون أصدق دموع تذرف على قبره. وعلى الرجل أن يتذكر أيضاً، أنه كلّما شعر بالخزي لقربه من زوجته، شعرت هي بالفخر لقربها منه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل المرأة فضيحة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لذيذ يووه :: قسم الحوار الجاد :: كلامنا في مشاكل المجتمع المصري والعربي-
انتقل الى: