السود في أمريكا

بدأت معرفة العالم بأمريكا عام‏1492‏ عندما وصل الرحالة كريستوف كولمبوس إلي شواطئها واطلق عليها العالم الجديد‏.‏ ومنذ ذلك الوقت بدأ تدفق الأسبان والبرتغاليين والإنجليز والفرنسيين إلي هذا العالم وكان معظمهم من الهاربين من احكام ومن المنبوذين والمضطهدين في بلادهم‏..‏ لقد تركز الفرنسيون في الشمال‏(‏ في كندا‏)‏ والإنجليز في الجنوب‏,‏ والأسبان والبرتغال في جنوب الجنوب فيما أطلق عليه أمريكا اللاتينية‏.‏ وفي البداية دخل الإنجليز في صراع مع الفرنسيين للسيطرة علي المناطق الشمالية ثم عندما إنفرد الإنجليز بالسلطة إستطاعت‏13‏ ولاية تمثل اكثر الولايات تقدما وتطورا أن توحد موقفها ضد الحكومة البريطانية ودخلت ضدها حربا تحريرية انتهت بإعلان استقلال الولايات المتحدة يوم‏4‏ يوليو‏1776‏ أي منذ‏232‏ سنة هو عمر أمريكا اليوم‏.‏

كان وصول الإنجليز إلي أمريكا في مايو‏1607‏ حيث أقاموا في مدينة جيمس تاون في فرجينيا أول مستعمرة لهم‏,‏ وفي عام‏1619(‏ بعد‏12‏ سنة‏)‏ وصلت إلي ميناء المدينة سفينة هولندية تحمل‏20‏ عبدا افريقيا إشترتهم المستعمرة الإنجليزية‏.‏ وكانت هذه أول مرة يطأ فيها السود الأفارقة أرض أمريكا وبعد ذلك توالت أكبر تجارة للبشر من أفريقيا إلي شواطيء أمريكا التي كانت تضم يوم أعلنت إستقلالها نصف مليون أسود عانوا من العنصرية والعبودية والمعاملة غير الإنسانية‏.‏ واليوم وصل عدد السود في أمريكا إلي‏36‏ مليونا و‏600‏ ألف بنسبة نحو‏12‏ في المائة من إجمالي الأمريكيين البالغين‏305‏ ملايين‏.‏

لقد عاني السود طويلا وبعد‏85‏ سنة من الإستقلال دخلت ولايات الشمال في حرب أهلية إستمرت‏4‏ سنوات‏(1861‏ ــ‏1865)‏ ضد‏11‏ ولاية في الجنوب كان سكانها مصرين علي بقاء السود في درجة العبيد وقد إنتهت بإنتصار تحرير السود ومنحهم المساواة مع البيض وحصولهم علي حقوقهم السياسية‏,‏ إلا أن ترسبات العنصرية القديمة ظلت حاجزا يقيد صعود السود رغم إرتفاع نسبة تعليمهم بدرجة كبيرة‏.‏ وتأكيدا لذلك فإنه منذ‏140‏ سنة فإن كل الذي إستطاع الوصول من الأمريكيين السود إلي الكونجرس الأمريكي‏123‏ فقط من بينهم خمسة هم الذين دخلوا مجلس السينيت‏(‏ الشيوخ‏)‏ آخرهم باراك أوباما‏.‏ هذه هي الحرب النفسية الكبري التي يواجهها معظم الناخبين الأمريكيين اليوم‏!‏

بقلم‏:‏ صلاح منتصر