لذيذ يووه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي مطرقع جداا لعب وجد وحب وهزار هاندردش ونتعرف ونتكلم ونتعلم
 
الرئيسيةعالم المرحأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قرابين الخلود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
saada
ناس معديه level 1
ناس معديه level 1



عدد الرسائل : 361
اكتب حاسس بأيه فرحان زعلان بتحب بتكره .. : عادى
نشاطك :
قرابين الخلود Left_bar_bleue1 / 1001 / 100قرابين الخلود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 26/06/2008

قرابين الخلود Empty
مُساهمةموضوع: قرابين الخلود   قرابين الخلود I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 31, 2008 11:56 am


عشت أيامي الأخيرة مطارداً ما بين منزلي وبين الأحراش التي تبعد كيلومتراً واحداً.. كنت حينها أستمد قوتي من الله عز وجل الذي كنت أستخيره في كل أمر لي .. جلست ذات يوم مع والدي وأشقائي السبعة وكنت ثالثهم عمرا، فكان الحديث كالعادة في كل بيت فلسطيني لا يخلو من أسئلة.. كيف ننام هذه الليلة؟ ودور مَن لكي يحرس المكان حتى يستطيع الآخرون النوم دون خوف من أصوات القنابل والصواريخ؟..
كانت تلك الليلة الدامسة مليئة بالرعب وأصوات المتفجرات التي تأتي من كل ناحية، شعرت حينها أن الأوان قد آن ليأتي الدور على منزلنا المكشوف لدى العدو بشكل ملفت للنظر. كنت أنتظر في أي لحظة قدوم صاروخ أو قنبلة تنزل من الطائرة أو من مدفعية على منزلنا المتواضع الذي يعيش فيه والدي ووالدتي وخمسة أشقاء وطفلتان هما شقيقاتي إيمان ونور وكانت أعمارهما 4 سنوات و6 سنوات..
كان اليوم هو الدور الذي سأقوم فيه لحراسة أهلي جميعا ومعي أخي مصطفى الذي يصغرني عمراً... شربنا الماء وذهبنا إلى المكان المخصص للحراسة، كنت أنا في مقدمة المنزل وأخي مصطفى من خلف المنزل وقبل أن نذهب قمت بوداع أخي مصطفى وقلنا اشهد أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ..ومن ثم ذهبنا ...
نظرت إلى والدي وأشقائي كانوا نياما من شدة التعب والسهر الذي أجبرنا عليه العدو الصهيوني ..حيث لم تهدأ ضرباتهم وقنابلهم وصواريخهم..ولكن أهلي كانوا كالأموات من شدة التعب لم يسمعوا الأصوات التي أصبحت بالقرب من منزلنا ..ذهبت إلى أخي مصطفى كي أراه مستيقظا أم لا ...
وعندما وصلت إليه كان واقفا ينظر من حوله كالأسد الذي ينتظر فريسته لكي ينقض عليها .. فقلت له..ما أخبارك يا مصطفى؟ وكيف تشعر مع هذه الأصوات؟
قال: أنا بخير يا أخي احمد ولكنني اشعر أن الشهادة تلاحقني في سبيل الله وان الأمر قد حان بعد أن اقتربت أصوات الصواريخ من منزلنا..
قلت له: توكل على الله يا أخي ..الله عز وجل لن ينسانا ولن ينسى شعب فلسطين المرابط على الأرض المقدسة التي قدم إليها نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم.
مصطفى ..نعم يا أخي ولكن إن الشعور يزداد عندي بأنني سأستشهد الليلة وسألقى الله والحور العين التي وعد الله المجاهدين والشهداء في سبيله فهل يا ترى سأكون الليلة مع زوجتي في الجنة أم هو حلم ينتهي بعد انتهاء صوت الصواريخ..
احمد..كلنا يأمل ويتمنى الشهادة..ولكن هذه الشهادة لا يعطيها الله إلا لعباده الصالحين يا مصطفى، وأنا اسأل الله أن نكون من عباده الصالحين الطائعين.
مصطفى ..هيا اذهب يا احمد إلى مكانك حتى تحرسه جيدا لكي ينام الأهل ويرتاحوا قليلا من عناء التعب وسهر الليالي ..
عدت إلى مكاني أنتظر الفجر حتى أوقظ والدي وأشقائي للصلاة حتى نذهب أنا ومصطفى للنوم بعد صلاة الفجر.
اقتربت ساعة الفجر وأصوات الصواريخ أقرب من قبل إلى منزلنا وطلقات الرصاص تمر بجانب المنزل وكأنها الحشرات المضيئة ..
ذهبت لأتفقد أخي مصطفى لكي نذهب نوقظ الأهل للصلاة ..وعندما اقتربت من أخي وجدته غارقا بدمه وكان جسده كالمصفاة التي يخرج منها الماء من كل مكان..
حاولت أن اصرخ ولكن لم استطع وكأن شيئا ألجمني عن الكلام والصراخ وكان أخي مصطفى يهمس بكلمات وعندما اقتربت أكثر منه وجدته ينطق الشهادة ويقول لي بكل صدق وابتسامة لم أرها على وجهه من قبل ..الحور الحور ونطق حينها الشهادة وارتفعت روحه إلى الله..
ذهبت إلى والدي وأنا أبكي وفرحان بالوقت نفسه لاستشهاد أخي وعندما وصلت إلى داخل المنزل وجدت أبي وأمي وإخواني جميعا غارقين بالدماء وحينها لم أتمالك نفسي فقلت يا رب الكون العظيم يا الله ارحم شعب فلسطين إنهم أحبوك فماتوا واستشهدوا من أجلك يا الله..فلا تخذلهم انك على كل شيء قدير ..وعدت أكررها أكثر من مرة ..وكان الدمع قد فاض من عيني والحزن لا مكان له في قلبي ولكن إن فراق الأهل لشيء عظيم ولكن ثقتي بالله أنهم في الجنة خالدين.
عبدالرحمن الوهيبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قرابين الخلود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لذيذ يووه :: قسم الحوار الجاد :: العالم اليوم-
انتقل الى: