كارل ماركس رجل ضد الأديان

«كارل ماركس رجل ضد الأديان» سيرة الفيلسوف الألماني كارل ماركس الذي ولد في القرن التاسع عشر الذي شهد عالميا ثورة صناعية طاغية، نجم عنها صراعات طبقية بين الرأسماليين الذين يملكون ويتحكمون، وطبقة العمال الكادحين الذين لا يملكون، إذ يعتبر ماركس المؤسس الرئيسي لحركتين جماهريتين قويتين هما: الاشتراكية الديمقراطية والشيوعية الثورية.

أمام الفترة الدراسية لماركس والتي برزت فيها قدراته العقلية، وعرف عنه ذكاؤه وسرعة تحصيله العلمي، حيث حصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية بتقدير امتياز في سن السابعة عشرة من عمره، والتحق بعدها بجامعة بون ثم جامعة برلين حيث درس الحقوق والتاريخ والفلسفة، وهناك في برلين كان يؤمن تماما بالفلسفة المثالية الهيجلية وانضم إلى جماعة «الهيجيليين اليساريين».

فترة ما بعد تخرج كارل ماركس في الجامعة، حيث كان لديه طموح العمل بسلك التدريس الجامعي والحصول على منصب أستاذ في الجامعة، ولكن السياسة الرجعية التي كانت تسلكها الحكومة الألمانية آنذاك لم تكن تسمح لكل صاحب فكر سياسي بالاشتغال في مثل هذه الوظائف الحساسة، وكانت سببا جعل ماركس يؤمن تماما أنه لن يجد له مكانا في التدريس الجامعي.

وفي سنة 1841 حصل ماركس على الدكتوراه وكان موضوع رسالته حول فلسفة الطبيعة عند كل من «ابيقورس وديمقريطس»، حيث كان يعتبر أبيقور الفيلسوف الإغريقي الشهير أعظم العقليين الإغريق، واعتبره نبيا للإلحاد. وعن سماته النفسية يرى الكاتب بأن ماركس قد عانى أمراضا متكررة كان معظمها نفسياً، حيث كان يعاني الكآبة والفتور وعدم القدرة على العمل لفترات طويلة،وقد فقد جميع أصدقائه وأصبح كثير منهم أعداء له، عدا فريديريك إنجلز.

حياة ماركس التي عاشها فقيرا معوزا، إذ لم يكن له عمل ثابت يقتات منه أو ينفق منه على أسرته، وعمل صحفيا لفترة من الزمن وبعد نفيه من ألمانيا واستقراره النهائي في لندن كان يكتب بعض المقالات أحيانا ويرسلها إلى الجرائد، إلا أن وسيلة العيش التي كانت شبه مضمونة، ومستمرة بالنسبة له هو وأسرته كانت المبالغ التي يتسلمها بصورة منتظمة من فريديريك إنجلز.

علاقة كارل ماركس بصديق عمره فريديريك إنجلز الذي التقاه لأول مرة في باريس عام 1844، حيث قامت بينهما علاقة قوية قائمة على الصداقة الشخصية بعد أن وجدا ان أفكارهما متطابقة بشكل كبير خاصة فيما يتعلق بطبيعة المشاكل الثورية، وقد عملا معا وتعاونا لتفسير أسس ومبادئ نظريات الشيوعية والعمل على دفع الطبقة العاملة لتعمل وتتفانى بجد من اجل تلك المبادئ.

قاما معا بتأليف عدد من المؤلفات بشكل مشترك كان أشهرها وأوسعها انتشارا «البيان الشيوعي»، الذي كتب عناصره وأفكاره «ماركس»، كما اشتركا معا في كتابه «الأيديولوجية الألمانية»، و«العائلة المقدسة». وقف عصام عبد الفتاح عند مقولة ماركس وهي «الدين هو أفيون الشعوب» والذي يعتبر حجر الزاوية لمجمل وجهة النظر الماركسية حول الدين، التي نظرت دائما إلى الأديان والكنائس وجميع المنظمات الدينية كأدوات بيد الرجعية البورجوازية للدفاع الاستغلال ولتسميم الطبقة العاملة واعتبر من الضروري معارضة هذه النظرية