بيروقراطية فذة

موضوع: بيروقراطية فذة الإثنين مارس 02, 2009 7:28 am

ورث الموظف المصري من الأجهزة الإدارية السحيقة تقاليد عمرها يعود لعصر الفراعنة‏.‏

وقديما كان الفرعون هو الملك الإله‏.‏
كان رمزا لقوة بشرية وقوة إلهية‏..‏ باختصار كان رمزا لسلطة لا حدود لها‏,‏ وكان الموظف ـ بسلامته ـ رمزا لهذه السلطة التي لا حدود لها‏.‏

أيضا ورث الموظف المصري تقاليد ادارية تعود لعصر الاستعمار أو موظفي عهد الاستعمار‏,‏ وكان هؤلاء طبقة من الموظفين روعي في اختيارهم وتعليمهم منذ الصغر ان يتعودوا علي الطاعة بدلا من التفكير‏,‏ وأن يحذروا من اتخاذ اي قرار لأن اي قرار قد يؤدي إلي الخطأ‏,‏ والعاقل من ابتعد عن الخطأ‏,‏ وسوف تترك مهمة اتخاذ القرارات بين الاوروبي الرابض كالاسد الانجليزي في كل إدارة او في كل وزارة‏.‏

ولم يكن من المهم كثيرا أن يكون هذا الخبير خبيرا حقا لأنه كان ينفذ سياسة الاستعمار الاستراتيجية والتكتيكية وبالتالي لم يكن مجاله في الحركة يتسع للخطأ‏.‏

وفي ظل هذه الرئاسات عمل الموظف المصري وراح يشرب تقاليد البيروقراطية الانجليزية‏,‏ بعد أن شرب تقاليد البيروقراطية العثمانية‏..‏ بعد أن شرب منذ قرون تقاليد البيروقراطية الفرعونية‏.‏

ولم يلبث الموظف المصري بعبقريته أن هضم هذا كله وتمثله وأخرج لونا لا مثيل له من الوان البيروقراطية التاريخية الفذة‏,‏ وهي بيروقراطية تراعي مصالح رع‏,‏ كما تراعي مصالح الخليفة التركي المتوفي منذ عقود‏,‏ كما تراعي مصالح الفرنجة البيض الذين شرفونا باحتلالهم لديارنا‏.‏

وبقدر خضوع الموظف البيروقراطي لهذا كله يزيد استعلاؤه تلقائيا علي الجمهور الذي يقبض مرتبه من أرباح دافعي الضرائب‏.‏

بقلم : أحمد بهجت