عاش حياته البرلمانية جريئا شجاعا ينتزع الكلمة من المنصة بكل قوة, ويغير ويعدل في كل التشريعات لتتواءم مع أماني وأحلام الطبقة العاملة, كان له الفضل في إصدار الكثير من القوانين, وهو صاحب قانون من أين لك هذا.. وإصدار تشريع بإلغاء البغاء في مصر.
كان سيد جلال حبيب الكل, وكان زهرة يانعة في بستان الحياة النيابية في بداية كل دورة لا يترك مناقشة تمر, سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية أو صحية أو إسكانية أو زراعية, إلا وشارك فيها برأي له وجاهته.
كان مستشفي باب الشعرية إنجازا مهما لسيد جلال, وبالجهود الذاتية نجح الرجل في أن يقيم مؤسسة علاجية راقية تخدم أبناء الحي وتعفيهم من مشقة الانتقال إلي الأحياء البعيدة.
في عام1947 اجتاح وباء الكوليرا مصر, وسيطر الفزع والهلع, وتطلع الجميع إلي المصل الواقي.. قام سيد جلال بدوره كاملا وبذل جهدا خارقا حتي حصل علي الكمية المطلوبة من الأمصال, وأشرف بنفسه علي عملية التطعيم حتي اطمأن إلي أن كل فرد من أبناء الحي الشعبي العريق قد أصبح آمنا علي نفسه وأسرته من الوباء الخطير.
وامتدت خدمات سيد جلال في باب الشعرية لتشمل تعمير المساجد الخربة, فقد أنفق من ماله الكثير علي إصلاحها, وكان يجد سعادة غامرة كلما جدد مسجدا تفتح أبوابه من جديد لاستقبال أفواج المصلين.
أما الإنجاز الأشهر والأهم الذي اقترن باسم سيد جلال فهو حملته العنيفة ضد البغاء العلني, لم يكن موقفه هذا تعبيرا عن انتمائه إلي حي باب الشعرية حيث تقع منطقة البغاء الرسمي المصرح به.. لكنه كان مدفوعا بمشاعر دينية وأخلاقية جياشة تري في البغاء رذيلة ووصمة عار تسيء إلي عموم الوطن وليس إلي منطقة بعينها من مناطقه.
وقد صدر قرار الإلغاء سنة1947 بعد صراع طويل.. فقد اشتعلت معركة عنيفة بين المؤيدين والمعارضين, ولم يكن المعارضون من مخاصمي القيم الدينية الأخلاقية, بل كانوا ينظرون إلي ذلك النشاط من منظور اجتماعي واقعي ولا يكتمون تخوفهم مما يترتب عليه من آثار ونتائج.
كان سيد جلال أخلاقيا مثاليا, يتحلي بشعور ديني عميق, لكن موقفه من المرأة دفع بعض الصحف إلي اتهامه بأنه عدو المرأة.
هل كان سيد جلال عدوا للمرأة؟