اخبار الالومبيات

سجل الامريكي بوب بيمون رقمه الفذ في الوثب الطويل‏(8.90‏ متر‏)‏ وصف الرقم بأنه قفزة إلي القرن القادم‏..‏ وفي الدورة نفسها حين كسر العداء الامريكي جيم هاينز حاجز العشر ثوان في دورة المكسيك الاوليمبية في سباق المائة متر‏,‏ طرح السؤال‏:‏ هل هناك حدود للقدرة البشرية؟

في مطلع التسعينيات من القرن الماضي‏,‏ سجل الامريكي باول رقما عالميا في الوثب الطويل قدره‏(8,91‏ متر‏)‏ في بطولة العالم لالعاب القوي‏,‏ وهز السنتيمتر الزائد أركان الارض‏,‏ احتفالا بالرقم الجديد وبقدرة الانسان‏,‏ الذي لم ينتظر للقرن الحادي والعشرين كي يحطم رقم بوب بيمون‏..‏ ومساء السبت شهد مضمار ألعاب القوي في بكين واحدا من أعجب سباقات المائة متر عدوا‏..‏ فقد جاء العداء الجاميكي أوساين بولت في المركز الاول بفارق كبير بمقاييس زمن السباق‏,‏ وكسر رقمه العالمي السابق‏(9,72‏ ثانية‏)‏ مسجلا‏9,69‏ ثانية في إنجاز بشري لايصدق‏..‏ لدرجة أني أخذت أصيح أثناء متابعة السباق‏:‏ كمل‏..‏ كمل ففارق المسافة بعد‏80‏ مترا جعلنا نشعر أنه سيسجل رقما عالميا جديدا ويكسر حاجز الـ‏9,70‏ ثانية‏,‏ ولكننا رأيناه يحتفل بالذهبية قبل‏20‏ مترا من خط النهاية ولايعنيه الرقم العالمي‏,‏ وكان قادرا علي تسجيل‏9,55‏ ثانية علي أسوأ الفروض‏..‏ وهو رقم قابل للصمود لخمسين سنة أخري‏..!‏

التاريخ والمجد عند هؤلاء الابطال يساوي الميدالية الاوليمبية الذهبية كما أشرنا هنا منذ أيام إلي احتمال فوز السباح الامريكي فيلبس بثماني ذهبيات‏,‏ ليكون بذلك أول انسان يصعد إلي سطح المريخ كما قال مواطنه مارك سبيتز الذي وصف نفسه بأنه أول انسان يصعد للقمر بعد فوزه بسبع ذهبيات‏..‏ وقد أصبح فيلبس أسطورة أوليمبية ونجما لدورة بكين كما كان نجما في دورة أثينا‏,‏ بينما دخل الجاميكي التاريخ برقمه الذي حققه في المائة متر وبرقمه الذي لم يحققه‏.‏ ياخسارة‏!‏

ياخسارة علي ما ضاع من عداء جاميكا من مجد‏,‏ وياخسارة علي مانحن فيه من رياضة‏..‏ فهل أترك تلك الانجازات البشرية وقدرة الانسان التي تفوق الخيال وأعلق علي خيبتنا البشرية في الالعاب الاوليمبية والظن مثلا أن كرم جابر يمكنه الفوز بذهبية دون أربع سنوات تدريب‏..‏ هل أترك لحظات الجد والمجد في بكين‏..‏ وأعلق علي خيبة الزمالك أمام أسيك أبيدجان وهو يلعب بعشرة لاعبين‏.‏؟‏!