نور وزيادة نسبة الطلاق...السيد الطنطاوي

يمكننا أن نقول وبثقة واطمئنان تامين ومعنا مستشارو الأسر والمهتمون بمشاكل الحياة الزوجية من علماء ومفتين أن هناك عوامل وأسباب تضاف إلى العوامل والأسباب التقليدية التي تسبب الطلاق والهجران والخلع، والتي اكتست بها أوراق الصحف والمجلات والكتب والمنتديات عبر شبكة الانترنت، فتم إضافة الأغاني الشعبية والمسلسلات التلفزيونية الفضائية إلى هذه الأسباب.

فتطالعنا الصحف بين فترة وأخرى عن زوج يطلق زوجته وبالثلاث وأمام المعازيم وفي كوشة الفرح بسبب أغنية غير مهذبة في كلماتها اختارتها العروس ضمن عدد من الأغاني يقول مطلعها «بحبك يا حمار»، فثار الزوج العريس وطلقها.

وآخر طلق زوجته وبعد تدخل والدته وأهله في المشكلة بسبب إصرار العروس وأهلها على إذاعة أغنية «هاتوا الفلوس اللي عليكم»، مما سبب حرجا بالغا للعريس وأسرته فلم يجد ردا أبلغ من إلقاء كلمة الطلاق، ليدفع الحرج عن نفسه وعن أسرته التي ليس عليها أي فلوس لأحد حتى للعروس أو أهلها أو الجيران.

لن نتكلم عن كم القضايا التي تم رفعها من قبل زوجات بسبب الأعداد الكبيرة من الأفلام والمسلسلات العربية التي أنتجت في الماضي القريب، ولكننا نتكلم عن مسلسل غير عربي هذه المرة وهو المسلسل التركي «نور» فقد تسبب في طلاق أكثر من خمس زوجات على الأقل كما ذكرت وسائل الإعلام.

والسؤال ما هو السر في هذه الطلاقات المتواترة من أجل مسلسل تركي وغير عربي ولكنه مدبلج، وسائل الإعلام رأت بعد استطلاع رأي القريبين من الزوجات المطلقات أن سبب الطلاق راجع إلى شعور الأزواج بالغيرة من بطل المسلسل مهند، الذي يتميز بالوسامة والأناقة وملاطفة النساء، وإهمال الزوجات لأزواجهن، ورفض تلبية طلباتهم وقت بث المسلسل، وأجرت صحيفة يمنية استفتاء بين عدد من المشاهدين ومتابعي المسلسل، أكدوا فيه حرصهم على تسمية مواليدهم ب«نور» إن كانت أنثى و«مهند» إن كان المولود ذكرًا..

ربما تيمنا بهذين الاسمين والأمل في أن يكونا سعداء في حياتهما الزوجية مثل مهند ونور ولا يكونا مثل والدهما أو والدتهما اللذين يعاني كل منهما من الجفاء العاطفي، ويلقي كل واحد منهما باللوم على الآخر أو يعانيان في صمت بدلا من البوح وحل المشكلات بشفافية.

الصحيفة اليمنية أيضاً عزت الإعجاب الكبير الذي تظهره النساء تجاه المسلسل إلى حالة الجفاف العاطفي الذي يعاني منه عدد كبير من النساء، خاصة اللواتي كن يحلمن برومانسية لم يجدنها بعد الزواج. كثير من المختصين والعلماء أبرزوا المشاكل التي يعاني منها الأزواج والزوجات.

وأفاضوا فيها وأجابوا عن استفسارات مباشرة تأتيهم من الذين يعانون من هذه المشاكل، ومنها الجفاء بين الزوجين سواء كان عاطفيا أو غير عاطفي، إلا أنه مازال هناك جهود لابد من بذلها لتعريف الأزواج والزوجات بواجبات كل منهما تجاه الآخر، بدلا من انتظارها من مسلسل أو فيلم