تحذير من تزايد الإصابة بمرض التهاب الكبد «بي» عالميا

حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد معدلات الإصابة بمرض التهاب الكبد (بي) وقالت إنه أصبح يمثل مشكلة عامة في مختلف دولة العالم خاصة أن المرض يعد من أخطر أنواع التهاب الكبد الفيروسي وذلك لأنه قادر على إحداث مرض كبدي مزمن وتعريض الناس لمخاطر الوفاة جراء تليف الكبد وسرطان الكبد.

وقدرت المنظمة الدولية في آخر تقاريرها أمس حول المرض عدد المصابين بفيروس التهاب الكبد (B) في العالم بنحو مليارين كما أن هناك أكثر من 350 مليوناً ممن يتعايشون مع نوع مزمن (طويل الأجل) من أنواع العدوى التي تصيب الكبد.

خطة إستراتيجية قوية لمكافحة الأمراض المعدية خاصة أمراض التهابات الكبد حيث ضمنت إستراتيجيتها الجديدة هدفا رئيسيا وهو تعزيز دور وزارة الصحة في مجالات الطب الوقائي من خلال التصديق على مسودة القانون والنظام الخاص بالأمراض السارية ونظام فحص العمالة.

وكذلك الفحوص الإلزامية التي تجري لعدد من فئات المجتمع إلى جانب الاستمرار في الإبقاء على نسبة عالية من تغطية المدارس بالتطعيمات الرئيسية بما فيها تطعيم التهاب الكبد (بي) .

نجاح البرامج الوقائية والخطط الفعالة التي يتم تنفيذها على مستوى الدول والتي أدت إلى اختفاء وانحصار العديد من الأمراض المعدية والسارية من خلال التصدي لها باتخاذ الإجراءات والتدابير الفعالة الخاصة بالترصد الوبائي النشط،

وفي السياق نفسه أشار تقرير منظمة الصحة العالمية إلى انه ثمة لقاحا متوافرا منذ عام 1982 يمكن من مكافحة المرض، ويضمن نجاعة بنسبة 95% في الوقاية من العدوى وآثارها المزمنة، وهو أول لقاح استحدث ضد أحد أهم السرطانات التي تصيب الإنسان.

وذكر التقرير أن 25% من البالغين، الذين أصيبوا بالعدوى بشكل مزمن أثناء مرحلة الطفولة يقضون نحبهم لاحقا بسبب سرطان الكبد أو تليف الكبد (تشمعه) جراء استحكام العدوى في أجسامهم حيث تفوق قدرة فيروس التهاب الكبد B على إحداث العدوى قدرة فيروس الإيدز على إحداث العدوى بنسبة تراوح بين 50 إلى 100 مرة.

وحول أعراض المرض أشار التقرير إلى أنه يمكن لفيروس التهاب الكبد B إحداث مرض حاد تدوم أعراضه عدة أسابيع، بما في ذلك اصفرار البشرة والعينين (اليرقان) والبول الداكن والتعب الشديد والغثيان والتقيّؤ والآلام البطنية. ويمكن أن يستغرق الشفاء من تلك الأعراض عدة أشهر إلى سنة كاملة، والفيروس قادر أيضاً على إحداث عدوى مزمنة في الكبد يمكنها التطور بعد ذلك إلى تليف الكبد أو سرطان الكبد.

فترة حضانة الفيروس

فيروس التهاب الكبد «بي» ينتشر عن طريق الأغذية أو المياه الملوثة ولا يمكنه الانتشار بشكل عابر في أماكن العمل، وتدوم فترة حضانة الفيروس 75 يوماً في المتوسط، ويمكن أن تتراوح بين 30 يوماً و180 يوماً، وقد يكتشف الفيروس لدى المصاب به بعد مرور 30 يوماً إلى 60 يوماً من إصابته بالعدوى وبإمكانه الاستحكام في جسمه لفترات زمنية بالغة التفاوت.

وتختلف أنماط سراية الفيروس، في كثير من البلدان المتقدمة (مثل بلدان أوروبا الغربية وأميركا الشمالية)، وتسري غالبية أنواع العدوى في تلك البلدان، حالياً، خلال مرحلة الشباب عن طريق النشاط الجنسي وتعاطي المخدرات حقنا، والملاحظ أن فيروس التهاب الكبد من أهم ما يحدق بالعاملين الصحيين من أخطار مهنية معدية.